استدلال الأصوليين بالآية (122) من سورة التوبة

الملخص

الملخص

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ وبعد: فإنّ هذا البحث يهدف إلى استقراء استدلال الأصوليين بالآية (122) من سورة التوبة، وهي قوله تعالى: ((وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا ‌نَفَرَ ‌مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ)) [التوبة: 122]، وقد جمع الباحث عشرين مسألة في مباحث أصولية متعددة استدل الأصوليون لأقوالهم في تلك المسائل بهذه الآية الكريمة، فحرّر محل الخلاف فيها، ثم ذكر أهمّ الأقوال، مبيّنا وجه استدلالهم بالآية الكريمة من كتبهم، ومناقشتهم لذلك الاستدلال إن وجد.

وقد توصّل إلى نتائج أهمها: أنّ الأصوليين على مختلف مناهجهم كانوا حريصين على الاستدلال لما يذهبون إليه بالقرآن العظيم، وكانت هذه الآية الكريمة شاهدا على ذلك، إذ وقف الباحث على مسائل متعددة من أبواب مختلفة، بدءًا من مقدمات كتبهم في مسائل تعريف الفقه، ووجوب طلب العلم، إلى نهاية تلك الكتب في مباحث الاجتهاد والتقليد والإفتاء، كلها استدل لها الأصوليون بهذه الآية، وأكثر مواطن استدلالهم كانت في مبحثي السنة والاجتهاد والتقليد. ووجد الباحث أنّ بعض المسائل اختلف الأصوليون في وجه دلالة الآية عليها تبعًا لاختلاف المفسرين في معناها، وقد يستدل المختلفان بالآية الكريمة لقوليهما، فيكون الدليل واحدا ووجه الاستدلال مختلفا.