تحويل مسار المعدة المصغر وتكييفه العلمي بين الطب والفقه الإسلامي

الملخص

لاشك أن الطب نعمة من نعم الله  تعالى العظيمة على البشرية جمعاء، فعلى الإنسان أن يستخدمها فيما يرضي الله سبحانه ؛ خدمة لبني جنسه، وجلبًا للمصلحة التي لا تتعارض مع الشرع الحنيف ، فوجب على الإنسان المسلم أن يتقيد بالحالات التي يجوز فيها –شرعًا- استخدام الطب وخاصة في مجال التجميل الذي أصبح اليوم الشغل الشاغل لشريحة كبيرة من المجتمع ، ولاسيما بعد الثورة الطبية المعاصرة التي لم يسبق لها مثيل منذ أن  أوجد الله الحياة على الأرض، وقد سعى بعض من المسلمين رجالاً ونساءً  - للأسف -  لاهثًا وراء الهوس الذي أصاب غير المسلمين ب إجراء العمليات التجميلية، دون التحري عن حكمها إن كان حلالا  أو حراماً، والغرض من ذلك إرضاء النفس الجامحة، والتباهي أمام الآخرين، غير مكترثين بهذه الأفعال التي تؤدي إلى تغيير خلق الله  تعالى المنهي عنه، وهنا تقع المسؤولية على الطبيب المسلم الذي لابد له من الامتناع عن  إجراء العمليات المحرمة شرعًا، وعليه أن يقتصر على  إجراء العمليات الضرورية التي تنقذ حياة إنسان  أو الحفاظ على شكله وتغيير التشوه المؤذي، كما هو الحال عند  إجراء عملية تحويل مسار المعدة، الذي هو موضوع بحثنا هذا والذي عن طريقه تتم  معرفة الأسباب وتنوعها المؤدية إلى حالات إجراء هذا النوع من العمليات،  وكيفية الوقاية من السمنة التي تؤثر على صحة الإنسان، وما هي النصائح التي لابد فيها من توجيه المجتمع وتوعيته ؛ للحفاظ على بيئة سليمة خالية من منغصات الحياة ، وفي صفحات هذا البحث تطرقت لما ذهب  إليه علماء الفقه القدماء والمعاصرون وما بينوه من آراء تجاه مسألة العمليات التجميلية عمومًا ومدى حدود الحِل والحرمة، معتمدين  - لكل ما ذهبوا  إليه - على الأدلة الشرعية التي لا لبس فيها، ثم بعد عرض الأدلة رجحت ما أراه راجحًا مبتعدًا عن الهوى، مراعيًا حدود الشرع في ذلك، ثم خرجت في توصيات ونصائح عامة لابد من توجيه المجتمع  إليها سواء كانت دينية  أو اجتماعية، عسى أن نصل إلى حياة كريمة في ظل الشرع وحدوده، ومن الله التوفيق والسداد.