أفعال الكلام التوجيهية (الأمر ، النهي) في سورة التوبة

الملخص

     النص القرآني كان ولا زال وسيبقى مُلهماً لكل الدراسات التي تقوم عليه؛ لانه يحمل دلالات مفتوحة تلائم كل العصور بفعل طاقته التفاعلية التي رسمها من خلال العلاقة بين الخالق والمخلوق .

  وهذه العلاقة رسُمِت بعض ملامحها من خلال الأوامر والنواهي التي تضمنها هذا النص بين طياته، إذ جاءت متفاعلة مع البُعد الحجاجي التأثيري المُراد من خلال تلك الأوامر الإنجازية والنواهي كذلك .

  من هنا كانت دراستي بعنوان " أفعال الكلام التوجيهية (الأمر - النهي) في سورة التوبة " وقد خصصت الأفعال بالتوجيهية كي تتلائم مع حجم البحث الذي خصصته بسورة التوبة؛ لان هذه السورة عرضت الكثير من اراء المخالفين والمتخاذلين للنبي (ص) وما جاء به النبي (ص) لذلك كثرت فيها الأفعال الإنجازية (الأمر، النهي).

  وقسّمْتُه على تمهيد وثلاثة مباحث. وجاء التمهيد بعنوان (أفعال الكلام) عرضت فيه نظرية أفعال الكلام عند (أوستن) و (سيرل) وبيان أنواع أفعال الكلام، وجاء المبحث الأول بعنوان (أفعال الكلام التوجيهية- الأمر)، وجاء الثاني بعنوان (أفعال الكلام –التوجيهية - النهي) وجاء الثالث بعنوان (فعلي الكلام الأمر مع النهي) .

  توصل البحث إلى نتائج متعددة منها

1-وفرة الأفعال الإنجازية (الأمر، النهي) في سورة التوبة وفرة مطلقة فالأمر اكثر من (30) موضعًا، والنهي أكثر من عشرة مواضع، والأمر مع النهي أكثر من خمسة مواضع، وقد أثرت هذه الأفعال بشكل مباشر في بيان المراد من الأحكام الشرعية والسياسية والاجتماعية من خلال ربط هذه الأفعال مع بُعدها التأثيري .

2-التقاء فعلي الكلام (الأمر - النهي) قد أسهم في دلالات متعددة بتأكيد الحجة والبرهان عن طريق البعد التأثيري فضلاً عن قوّة الفعل الإنجازي من خلال الوصل بين الفعلين المتجاورين .